11- غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب 1


حديثنا في هذه السلسلة سوف ينصب على البند الأول فقط من «جدول الأعراق و الأديان في مصر» الخاص بالقبائل البدوية العربية في ‏مصر و بداية الغزو البدوي العربي على مصرنا الحبيبة «كيمى» آو ارض الكيمياء , ارض وادي النيل , ارض الآباء و الأجداد , ‏الأرض التي كانت تقدم كل الخير إلى العالم و البشرية حتى دنسها الغزاة البدو بأرجلهم و نجسها العرب بعقيدتهم فأصبحت تقدم إلي ‏العالم و البشرية بديلا عن « التقدم و الحضارة و الحب» إلي «الحقد و الكراهية و الإرهاب» .‏


‏1ـ قبائل و عشائر عربية 3% - 2.5 مليون‏
‏2ـ بواقي مماليك و شركس و غيرهم 2% - 1.5 مليون‏
‏3ـ مصريون مجهولي الهوية و الجذور 22% - 19 مليون  تعداد-1 (27% 23 مليون)
‏4ـ مصريون أقباط مسلمين معروفي الجذور 43% - 36.5 مليون
‏7ـ المصريون النوبيين 7% - 6 مليون
‏8ـ المصريون الأقباط المسيحيين 23% - 19.5 مليون تعداد-2 (73% 62 مليون)

في القرن السابع الميلادي كان العالم مكون من ثلاث إمبراطوريات رئيسية فقد انقسمت («الإمبراطورية الرومانية ») إلى قسمين ‏الإمبراطورية الغربية وهى الإمبراطورية « الرومانية » وعاصمتها « روما » والإمبراطورية الشرقية «البيزنطية» وعاصمتها ‏‏«القسطنطينية» أما الإمبراطورية الثالثة فكان الإمبراطورية « الفارسية» وما يهمنا الإمبراطورية الشرقية «البيزنطية» وكان ‏إمبراطورها هو هيراكليز (هرقل) ‏Heraclius‏ حكم الإمبراطورية «البيزنطية» من 610-641 م وكانت مصر ولاية تابعة لها وفى ‏السنة الخامسة من حكم هرقل زحف «الفرس» على الإمبراطورية واستولوا على (أرمينيا) ثم على (دمشق) و(القدس) وتمكنوا من ‏إسقاط «الإسكندرية» سنة 618 واحتل «الفرس» مصر لمدة عشر سنوات وسط سخط المصريين وعادت مصر إلى الإمبراطورية ‏‏«البيزنطية» بعد انتصار (هرقل) على «الفرس» في معركة (نينوى) فى سنة 627 ووقع معهم معاهدة للصلح بمقتضاها تم جلاء ‏‏«الفرس» عن مصر وكانت الحرب بين «البيزنطية» و«الفرس» قد امتدت لمده 47 سنة خرجت منهما الإمبراطوريتين منهكتين ‏فقيرتين في الموارد ضعيفتين، في هذا الوقت ظهر (« محمد و الإسلام »)‏
وبعيد عن الدخول في التفاصيل الكثيرة و منها «الدينية» ، عين (هرقل) «المقوقس» آو عظيم القبط كما كان يطلق عليه العرب» حاكم ‏‏« والياً» على مصر و قد رفضت الكنيسة المصرية و معها الأقباط آي سلطة دينية من قبل «المقوقس» عليها ، و هو المحتل «اليوناني ‏‏» و أسمه الحقيقي هو (جرجس بن ميناكوبوس) و كان يطلق علية المصرين «الأقباط» اسم «كيروس».

‏(عن الكاتب):
« كتاب رسول الإسلام صلعم إلى «المقوقس» عظيم مصر»
بسم‎ ‎الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى (المقوقس) عظيم القبط ، فأني أدعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين فان توليت فعليك إثم القبط سلام على من اتبع الهدى.
‏«رد «المقوقس» على محمد رسول الإسلام »

كما بعث بهدية عبارة عن جاريتين (مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين و اخذ محمد لنفسه ماريا و اعطى سيرين الى حسان بن ثابت) مع عسل و عدس وبقول و حمار لركوب و رجل مخصي يدعى « مأبوراً»


‏(عن الكاتب):‏
قد أرسل محمد إلى كل من كسري الفارسي و هرقل الروماني و النجاشي ملك الحبشة يدعوهم ألي الإسلام و لم يرسل أحد منهم إلى ‏محمد صلعم ( عند رفض دعوته من قبلهم) اى من الجواري « النسوان » كما فعل «المقوقس» لان إهداء « النسوان » لم تكن وسيلة ‏تخاطب كما يدعى المسلمون ، ولكن «المقوقس» كان قد وصلة أخبار غزوات محمد من اجل نهب المال والنساء فأعطاه ما يريد ، و ‏كان سخي جدا معه ، أعطاه حتى الخيارات عند استعمال الهدية « امرأتين و رجل مخصي لاستعمال».

بعد موت رسول الإسلام « محمد صلعم » بالسم وتولى أبى بكر الخلافة 632م الذي مات بعد سنتين « تذكر بعض المراجع أنه مات ‏بالسم أيضا».

وتولى عمر بن الخطاب الخلافة 634 م و مات بعد عشرة سنوات من ولايته بعد أن طعنه أحد المسلمين في معدته في الجامع و في هذا ‏الأثناء كان البابا بنيامين «البابا الثامن و الثلاثون» , (البابا شنودة الثالث «117» ) , وقد قتل «المقوقس» مينا «أخ» البابا والذي قد ‏هرب في هذا الوقت.

وافق الخليفة وهو متردد على سير عمرو بن العاص لمصر , سار عمرو فى جيش صغير من أربعة آلاف جندي (4000) أكثرهم من ‏قبيلة عك , وإن الكندى يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق , ويروى أبن دقماق : أنه كان مع جيش العرب جماعة من أسلم من الروم ‏ومن أسلم من الفرس , وقد سماهم فى كتابه , وسار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهى على مرحلة ‏واحدة من العريش بأرض مصر.

فأتت عند ذلك رسل (تحت المطى) تحمل رسالة من الخليفة .. لا بد قد عاد شكة في الأمر , خاشياً من الأقدام والمضى فيما عزم عليه , ‏فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل , الذي ربما كان الحد الفاصل من أرض مصر وفلسطين , وبلغ بسيره الوادي ‏الصغير الذي عند العريش , وهناك أتى له بالكتاب فقرأه , ثم سأل من حوله : " أنحن في مصر أم في الشام ؟ " فقيل له : " نحن في ‏مصر "

‏(عن الكاتب):

منطقة غزة و رفح آو بوابة مصر من الجهة الشرقية كانت تفتح دائما لكل غازى على مصر فى كل العصور ولم يذكر التاريخ بقيام ‏أهالي هذه المنطقة بمحاولة صد آي هجوم على مصر آو الإسراع بالإبلاغ عنه و«العكس صحيح!»‏

‏(عن المؤرخ عزت اندراوس):

‏ إن هجوم العرب على مصر لم يكن مجرد حكاية أو (بروباجاندا) إسلامية عن قصة تبين مغامرة عمرو بن العاص ولكن السبب ‏الرئيسي يرجع إلى إخلال «المقوقس» بالتزامه بمعاهدة القبط آلتي أتفق فيها مع عمر بن الخطاب على أن يدفع مبلغ من المال بشرط ‏إلا يهاجم مصر , وهذه الأنواع من المعاهدات كان سائد فى العصور القديمة , أما عن أرساغ عمرو بن العاص فكان شك عمر بن ‏الخطاب نتيجة لأن عثمان بن عفان كان رأيه ألا يدفع بهذه القوات فى يد عمرو بن العاص لأنه مغامر (متهور) كما أن تأخير عمرو بن ‏العاص فتح الخطاب ليس ألا لأن عمرو بن العاص عرف محتوياته بطريقة أو أخرى فأخر فتحه لحين دخوله مصر

فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال : إذاً نسير فى سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين , وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد فى ‏فلسطين , فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله , ووعده أن يدعوا الله له بالنصر وأن يرسل له الإمداد ( كتاب فتح مصر ‏للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 228 – 230 )

‏« يناير 640 م - الاستيلاء على بلوز ( الفرما) »

وصل العرب إلى مدينة بلوز , وأسمها بالقبطية (برمون) وأطلق عليها العرب أسم العرب الفرما , وذلك فى نهاية سنة 639 م وذلك فى ‏نهاية سنة 639 م , وكانت المدينة قوية بها حصن وبها كثير من الآثار المصرية والكنائس والأديرة , وكان لها مرفأ متصلاً بالمدينة ‏بخليج يجرى من البحر , وكان متصلاً فرع من النيل أسمه الفرع البلوزى يصل غلى البحر قربها , وكان لها شأن كبير إذ كانت مفتاح ‏التجارة بين مصر والشرق , استمرت حرب متقطعة بين العرب وبين حامية المدينة مدة شهر أو شهرين , استولى عليها العرب بعد ‏قتال عنيف , فهدموا الحصون وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / الفريد بتلر ص ص 234 & ‏وراجع أيضاً - كامل صالح نخلة ص 65 )


تنويه: تقع الفرما على بع 35 كم شرق مدينة القنطرة وكان في الفرما أسقفية ذات شهرة , ومن أشهر أساقفتها - الأنبا يوساب اسقف ‏الفرما الذى حضر مجمع أفسس سنة 431م - وعاش فى أديرتها مئات الرهبان ويقال أن القديس ساويرس الأنطاكى عاش فيها عدة ‏سنوات

(عن المؤرخ عزت اندراوس):

كما كانت الفرما مفتاح مصر للشرق كانت الإسكندرية مفتاح مصر للتجارة للشمال والغرب - ومدة مقاومة حامية مدينة الفرما ‏الصغيرة بالمقارنة بأربعة آلاف عربي يؤكد تماماً أنه كان يمكن دحر الغزاة العرب لولا خيانة «المقوقس»

‏ وقال المؤرخين المسلمين : " وأقبل عمرو حتى إذا كان بالعريش فكان أول موضع قوتل فيه الفرما ‏:‏ قاتلته الروم قتالًا شديدًا نحوًا من ‏شهر ثم فتح الله على يديه وكان عبد الله بن سعد على ميمنة عمرو منذ خروجه من قيسارية إلى أن فرغ من حربه‏ " . ثم تقدم عمرو ‏أيضا لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتل نحوًا من شهر حتى فتح الله عليه ( راجع : ‏كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر ‏والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي )

قال المقريزى في « المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار » الجزء الثاني ( 58 من 167 ) : " حتى أتى بلبيس ‏فقاتلوه بها نحوًا من الشهر حتى فتح الله عليه ثم مضى لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى (أم دنين) فقاتلوه قتالًا شديدًا وأبطأ عليه الفتح ‏فكتب إلى عمر يستمده فأمده بأربعة آلاف تمام ثمانية آلاف وقيل‏:‏ بل أمده باثني عشر ألفًا فوصلوا إليه فكان فيهم أربعة آلاف عليهم ‏أربعة‏:‏ الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد‏.‏ "‏
‏« ارمانوسه ابنة عمرو بن العاص »

وكان للمقوقس ابنه اسمها أرمانوسه, و قد جهز «المقوقس» أبنته بالذهب والمجوهرات والأمتعة فى قافلة بحراسه كتيبه من الجنود ‏لتتزوج قنسطنطين ابن هرقل مقايضا ابنته بالأموال التي سرقها فلما اقتربت القافلة من الحدود وشاهدت أرمانوسه ما أحدثه العرب من ‏دمار رجعت أرمانوسه الى بلبيس
أرسلت أرمانوسه باقى الجنود الذين كانوا فى حراستها الى الاسماعيليه كما ارسلت لاباها لتخبره بالهجوم العربى ، ومكثت فى بلبيس ‏تشجع الأهالي وتحثهم على القتال وعندما تقدم جيش عمرو وحاصر بلبييس لبست ارمانوسه ملابس القتال وقادت الحاميه الرومانيه ‏والأهالي ، وكان قتالا ضاريا وأستمر القتال كما هو عليه شهرا ولما يئس عمرو من تأخر سقوط بلبيس نظرا لشجاعة ارمانوسه ‏والأهالي وجند الروم فدفع بكل قواته مرة واحدة ، فتم له النصر، ووقعت ارمانوسه أسيره فى يد عمرو إلا انه أرسلها الى أبيها، فأغتاظ ‏‏«المقوقس» من ابنته لأنها تسببت في أن يخسر العرب عدد كبير من جنوده إلا إن خسارته كانت اكثر‎ ‎وقتل العرب كل من فى المدينة ‏من الأهالي ودمروا الكنائس وحرقوا الأديرة ‏


‏«أوائل مايو 640 م - غارة عمرو الأولى على الفيوم »

 وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة , وأقام الروم ربيئة لهم فى حجر اللاهون .. إجتاز العرب الصحراء وجعلوا ‏يشتاقون ما لاقوا من النعم فأخذوا منها عدداً عظيماً.
وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة أسمها البهنسا ففتحوها عنوة وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال , أما مدينة الفيوم فلم ‏يستطيعوا فتحها , وعادوا أدراجهم منحدرين مع النهر ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 254 - 255)‏


‏(عن المؤرخ عزت اندراوس):‏

هاجم العرب مصر اجتازوا الصحراء ووجدوا أنفسهم في الفيوم مع أن آي جيش غزا مصر منذ نشأتها كان من أربعة جهات 1 - عن ‏طريق الطرق البرية الفرما قم الوجه البحري من الشرق 2 - الإسكندرية عن طريق البحر 3 - الغرب من طريق القبائل الصحراوية ‏من ليبيا 4 - من الجنوب حيث قام السودان بالإغارة على مصر.‏

ويرجع هجوم العرب الغزاة عن طريق الفيوم هو عدم معرفة عمرو بن العاص بطرق مصر وهذا ينفى تماماً زيارته لها السابقة كما أن ‏المرشد للجيش العربي كان يهودي فيعتقد أنه كان يريد أن يهلكهم فى الصحراء لولا أنه ظهر أمامهم راعياً يرعى قطيع من الأغنام ‏والمواشي فقتلوه استولوا على كل قطيعة ثم هاجموا الفيوم والبهنسا

«6 يونيو 640 م وصول الإمداد للعرب»

وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام أبن عم النبي وصاحبة وأحد رجال الشورى وأحد رجال السوري الستة , وكان معه أربعة آلاف ‏رجل , ثم جاء في عقبة كتيبتان كل منهما أربعة آلاف رجل , فكان جميع ما جاء من الإمداد أثنى عشر ألفاً ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ‏ألفريد بتلر ص 156 )‏

« في منتصف يوليو 640 م - عين شمس وموقعة أم دينين »

تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس , وكانوا يسمونها عين شمس وأسمها بالقبطية أون , وكانت معروفة بعظمة آثارها , ومركزها ‏العلمي , ومما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 258)

وأعد العرب كمينين لجيش الروم , وأمروهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما منحت لهما الفرصة , وحدثت ‏المعركة فى الموضع الذي يسمى اليوم (العباسية ) استولى العرب بعد انتصارهم هذا على حصن أم دينين ( بين عابدين والأزبكية ألان) ‏وهرب من كان فيه الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 263)‏

‏« أواخر يوليو 640 م - الاستيلاء على الفيوم »
لما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها من بها, فخرج (دومنتيانوس) من المدينة , فى الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى ‏نقيوس , ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص , بعث بكتيبة من جنده عبروا النهر , وفتحوا مدينتي الفيوم وأبويط وأحدثوا فى أهلها ‏مقتلة عظيمة ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 264 )‏
« أوائل سبتمبر 640 م - بدء حصار بابليون ( مدة الحصار كانت 7 أشهر) »

كان حصنا عظيماً , أسواره كانت بارتفاع نحو 60 قدماً وسمكها 18 قدماً وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية , وكان ‏ماء النيل يجرى تحت أسواره والسفن ترسوا تحتها , وكان به صرحان عظيمان , وكل صرح من هذين الصرحين : دائرياً يبلغ قطره ‏نحو مائة قدم , وكان الصاعد لأعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه : المقطم من الشرق وإلى الجيزة والأهرام وصحراء ‏لوبيا من الغرب وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب , وكان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصرة حتى يبلغ مدينة ‏عين شمس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 270 )‏

وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون مانعة فى ذلك الوقت , وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربى لأنها فى وسط ‏النهر تملك زمامه , ويظهر من قول بن دقماق : أن العرب غزوا تلك الجزيرة فى أثناء حصارهم لحصن بابليون فلما خرج الروم من ‏هناك هدم عمروا بعض أسوارها وحصونها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 272 ) و (المقريزى وتاريخ حصن بابليون)‏

«أكتوبر 640 م - معاهدة بابليون الأولى لتسليم حصن بابليون»

خرج «المقوقس» سراً من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب , وأرسل من هناك رسلاً إلى عمرو بن العاص ‏‏, ورد عمرو على «المقوقس» بقوله : ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال :-

‏1 - إما دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا . ‏
‏2 - وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .
‏3 - وإما إن جاهدنا كم بالصبر والقتال , حتى يحكم الله بيننا , وهو أحكم الحاكمين.

‏(عن الكاتب):


قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا‎ ‎يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ‎ ‎مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا ‏الْجِزْيَة َعَن ْيَد ٍوَهُمْ صَاغِرُون (التوبة 29)
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا‎ ‎أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً‎ ‎حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ ‏اللَّهُ لَانْتَصَرَ‎ ‎مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي‎ ‎سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُم (محمد 4)

وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ‎ ‎وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا‎ ‎وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ ‏وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ‎ ‎تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26 , 27)‏

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ‎ ‎فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال 39)‏

(بدون تعليق)‏


وقد كرر عبادة بن الصامت , المتكلم باسم العرب , كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات , وانتهت هذه المقابلة باختلاف الآراء وعاد ‏العرب إلى الحرب , ولكن الدائرة كانت على الروم , فجعلتهم يفكرون فى العودة للمفاوضة .‏
عادت المفاوضات مرة أخرى , وكانت الخصلة التى أختارها الروم , هي الجزية والإذعان , فعقد الصلح على أن يبعث به إلى ‏الإمبراطور , فإذا أقر نفذ , وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى «المقوقس» يأمره أن يأتى إليه على عجل . ( ‏كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 284 )‏

‏(عن المؤرخ عزت اندراوس):

‏ كانت معاهدة الصلح آلتي قرر فيها « صفرونيس » تسليم أورشليم أكثر كرامة من تسليم مصر كلها للعرب المسلمين وذلك لوجود ‏خائن داهية الذي هو «المقوقس» فقد أشترط « صفرونيوس » حضور عمر بن الخطاب إلى أورشليم لتوقيع المعاهدة , وكان عمر بن ‏الخطاب هو أول خليفة يخرج من العربية لهذا الأمر خصيصا. ‏


«فى منتصف نوفمبر 640 م - هرقل يستدعى «المقوقس» إلى القسطنطينية »

وصل «المقوقس» إلى القسطنطينية , بعد استدعاء الإمبراطور هرقل , وحاول أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به ‏هرقل , وغضب عليه وأتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب , ونعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة , فشهر به وأوقع به ‏المهانة ثم نفاه من بلاده طريداً , وكان «المقوقس» يرى أن العرب هم قوم الموت .. وأن الله أخرجهم لخراب الأرض ( كتاب فتح ‏مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 286 )

‏« في قرب نهاية عام 640 م عودة القتال بين العرب والروم على أرض مصر »

بعد رفض هرقل لمعاهدة «المقوقس» , عاد القتال بين العرب والروم حول حصن بابليون , إلى أن وصلت ألأخبار بموت هرقل

«11 فبراير 641 م - صراع على العرش البيزنطي أضاع الإمبراطورية البيزنطية»

توفى «هرقل» بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة , وبلغ من العمر 66 عاماً , وكانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريباً , وبعد ‏وفاته تولى الأمر بعدة بعهد منه ولده قسطنطين أبن زوجته الشرعية أدوقية , ولكن كان له أبن غير شرعى من زوجة أخرى أسمها ‏‏«مرتينة» (أبنه أخته) سمت الإمبراطور «قسطنطين» أبن هرقل الشرعي بمؤامرة مع الجيش ونصبت هرقلوناس أبنها الغير شرعي ‏مما أضعف روح القتال فى الجيش البيزنطي


«إبريل 641 م - تسليم حصن بابليون للعرب»

كان لموت هرقل أثراً سيئاً على جنود حصن بابليون , ومن ناحية أخرى أخذ «المقوقس» فى تثبيط همة وشجاعة جنود الروم , فعرض ‏قائدة (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم , فقبل عمرو الصلح , وكتب عهد الصلح ‏‏(بين جورج وعمرو) على أن يخرج جند الروم من الحصن فى ثلاثة أيام , فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام , ‏وأما الحصن وما فيه من ذخائر وآلات حرب فيأخذها العرب , ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزية , وكانت مدة الحصار سبعة أشهر ( ‏كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 299 )

يوم 9 إبريل سنة 641 م انتهى الحصار الذى تم ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر ‏الصحراء يريد الإسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى ألان ( الطرانة ) إحدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم ‏وكان بها حصن منيع أقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الروماني ( تيودور ) الى ‏الإسكندرية فبعث اليه القائد عمرو

و ما ذكره (« يوحنا النقيوسى ») المؤرخ الذى عاصر الغزو فقال: ان عمرو بن العاص عمد الى الخديعة ، فأوهم الحامية الرومانية ‏بالحصن انه تقهقر كما يتقهقر المغلوب حصن الروم أنفسهم خلف أبواب حصن بابليون المحاط بخندق ومياه ورموا فى كل باب حسك ‏الحديد ، المهزوم فظن الروم انهم كسبوا الحرب وما عليهم إلا الإجهاز على العرب وكان عمرو يقصد إخراج القوات البيزنطية من ‏الحصن فتركوا قلعتهم للقضاء عليهم ، حينئذ ظهرت إحدى الفرق فرق العرب الثلاث ( كان عمرو قد قسم جيشه الى ثلاث فرق الأولى ‏في عين شمس ليمنع المدد الذى قد يأتي للروم من الشمال‏

«13 مايو 641 م - استيلاء العرب على نقيوس وما حولها »

مدينة نقيوس , كائنة على فرع رشيد فى الشمال الغربي من منوف ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن ) وكانت مدينة عظيمة حصينة ‏حافلة بالآثار المصرية , وكانت مركز لأسقفية كبيرة , وأشهر أساقفتها (« يوحنا النقيوسى ») , الذي عاصر الغزو العربي وكتب ‏تاريخه المشهور ( كامل صالح نخلة ص 87).

اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم

المراجع و شكر خاص إلى:‏

‏1- موسوعة تاريخ أقباط مصر بقلم (« عزت اندراوس ») [ ‏‎ http://www.coptichistory.org/‎‏]‏

‏2- محاضرات (« الأستاذ صوت الحق ») «المسموعة» والمسجلة لتاريخ مصر و أرقام الحلقات  30,29,28 [ ‏http://www.jesus-all-things.com/sout-alhaqe.html‏ ] و يتم ذكر أثناء إلقاء المحاضرات المراجع و أرقام الصفحات والشواهد عربية أو أجنبية