13- غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب 3

الحديث مازال مستمر عن البند الأول فقط من «جدول الأعراق و الأديان في مصر» الخاص بالقبائل البدوية العربية و بداية الغزو البدوي العربي على مصرنا الحبيبة «كيمى» ، موضحا أن غالبية القبائل المتواجدة حاليا في مصر قد قدمت إليها خلال هجرات مختلفة ( يقال ثلاثة آو أربعة هجرات) على مدى 1400 عام الماضية ... وان كنت في هذه المقالات لم أريد آن انقل كل الأحداث المريرة الدموية التي حدثت أثناء الغزو البدوي على مصر .... فقد أردت التشبه بـ (« يوحنا النقيوسى ») وهو المؤرخ الذي عاصر هذا الغزو « القبطي أسقف مدينة نقيوس » ، و عندما أتى إلى سرد أحداث السلب و النهب و الاغتصاب و الذبح قال قولته الشهيرة ... لا أستطيع الاسترسال في سرد كل هذه المجازر فهي كثيرة و لا يحصيها!       

1ـ قبائل و عشائر عربية                              3% - 2.5 مليون
2ـ بواقي مماليك و شركس و غيرهم                 2% - 1.5 مليون
3ـ مصريون مجهولي الهوية و الجذور              22% - 19 مليون       تعداد-1 (27%  23 مليون)


4ـ مصريون أقباط مسلمين معروفي الجذور     43% -  36.5 مليون
7ـ المصريون النوبيين                                   7% - 6 مليون
8ـ المصريون الأقباط المسيحيين                   23% - 19.5 مليون      تعداد-2  (73%  62 مليون)

« يوليو 642 م - القتال للاستيلاء على مدن شمال الدلتا »
قاومت مدن شمال الدلتا (الوجه البحري) الغزو العربي أمثال ... « أخنا (ادكو حاليا) ، رشيد ، البرلس ، دمياط ، خيس ، بلهيب ، سخا ، سلطيس ، فرطسا ، تنيس ، شطا وغيرها » ... قاومت هذه المدن الغزو العربي مقاومة شديدة ، وفد ضرب الحصار حولها حتى اضطرت إلى التسليم وتم الصلح كما تم مع «  قزماس حاكم رشيد وحنا حاكم البراس » حتى وصل المسلمون إلى دمياط وبهذا تمت لهم السيطرة على منافذ النيل .

(يذكر بتلر ص 377 ) :
أن مقاومة المصريين للعرب استطال أمرها في (بلاد مصر السفلي) ، وظلت إلى ما بعد فتح الإسكندرية ، وإذا ذكر أن أهل ( تنيس ) وما يليها من البلاد الواقعة في أقاليم تلك المناطق كانوا من القبط الخلص (أي أنهم لم يختلطوا بالروم و لم  يتزاوجوا منهم ) تنبض قلوبهم بما تنبض به قلوب القبط ، عرفنا أن وقوع تلك الواقعة فى ذلك الوقت ، دليل جديد على فساد رأيين طالما خدعا الناس وتقادم عليهما الدهر وهما يكفران الحقيقة ، وهناك آراء أطلقتها « البروباجاندا الإسلامية  »  ...  وهى : 
« أن مصر سلمت للعرب بغير قتال ، أن الأقباط  طلبوا من العرب غزو مصر ، أن القبط بمجرد رؤيتهم للعرب رحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص مما كانوا فيه » .

ولقد كانت خيانة «المقوقس» للإسكندرية ، سبباً في القضاء على مقاومة المسيحيين في (أقاليم) البلاد السابقة للغزو العربي لمصر ولكن ظلت الثورات مشتعلة تخبوا أحيانا وتتوهج أحيانا أخرى ما يقرب من (200 سنة) وحتى (العصر الأيوبي) ، وما يدل على « شجاعة فلاحين مصر أو أقباطها »  الغير متدربين على القتال والحرب بجانب القرى السابقة فى الوجه البحري (مصر العليا) ، أن ( مصر السفلي والعليا ) ظلت تقاوم الغزاة سنة  تلو الأخرى ، وفى هذا يظهر أن الغزو العربي لمصر لم يكن سهلاً فقد استقدموا 20 ألف جندي عربي لغزو مصر فى الوقت أن آي جيش غزا مصر قبلهم كان عدد إفرادهم 35000 جندي ، وكان الحفاظ على الدين المسيحي هو السبب في دفاع الأقباط عن دينهم ووطنهم ، اختفت هذه الأحداث من (كتب المؤرخين) عقوداً طويلة من الزمن حتى ظهرت مؤخراً بعد ( فتح «قراءة» الكتب الإسلامية التاريخية وكتب الغربيين وغيرها)

وكانت الإسكندرية قد ازدحمت بمن لجأ إليها من جميع أنحاء مصر ، خوفاً على أنفسهم من مداهمة العرب لمدنهم وقراهم ، التي لم تكن بمثل حصانة الإسكندرية ومنعتها.

ولما تم عقد تسليم الإسكندرية بين «المقوقس»  والعرب ، كان من شروطه أن جنود الروم ومن حل بالإسكندرية من الرومان لهم الخيار إذا شاءوا جلوا عنها بحراً أو براً ، وأما القبط فلم يذكروا فيه بشيء ، فلما رأى اللاجئون بالإسكندرية أن السفن تحمل كل يوم طوائف من الناس إلى « قبرص ورودس وبيزنطة »، قلقوا وحنوا إلى الرجوع إلى قراهم فذهبوا إلى «المقوقس» وطلبوا إليه أن يكلم لهم (عمرو) فى ذلك وكانوا يعرفون صلته القوية بالقائد العربي ، ولكن الظاهر أن (عمرو) لم يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم وأملاكهم ، ولا عجب فى أن يخيب سعى البطريرك (البيزنطي) في هذا المر ، إذا عرفنا أن طلبه هذا كان قبل شهر مارس إذ كانت الحرب لا تزال دائرة في بعض قرى مصر السفلي ، وكان معظم اللاجئين من مصر السفلي (وجه قبلي) ، فلو أبيح لهم الرجوع إلى قراهم لما امن أن يقاتلوا جنود المسلمين أنفسهم ، أو أن يمدوا المدائن التي كانت لا تزال مصرة على القتال ولم يستولي عليها المسلمون بعد .

 غير آن «المقوقس»  آلمه ألا يجيبه (عمرو) على طلبه ، وكان ألمه شديداً فقد كان يطمع فى أن يستميل إليه (بعض القبط) ، لعله كان يرمى من وراء ذلك إلى أن ينسيهم من حقدهم عليه فكان هذا الرفض الذي رفضه (عمرو) لطلبه ضربة شديدة أصابت سياسته فى هذا الشأن ( حيث أنه كان يطمع ان يتولى حكم مصر تحت الحكم العربي الإسلامي )  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 379 )

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
ويمكننا الاستنتاج من عدم موافقة (عمرو بن العاص) برجوع الأقباط اللاجئين إلى الإسكندرية ، أنه كانت هناك مقاومة شرسة ضد العرب الغزاة عند احتلالهم قراهم بدليل (إبادة قرى بأكملها) .

«17 سبتمبر 642 م - جلاء الروم الأول عن الإسكندرية »
كان يقوم على ترحيل جنود الروم من الإسكندرية ومن بلاد مصر السفلي ، اثنان من القادة هما (تيودور) الذي أصبح حاكماً لمصر بعد (المقوقس) ، و (قسطنطين) الذي أصبح القائد الأعلى لجيش الروم بعد ( تيودور) .

و كان حوالي مائة سفينة من أسطول الروم تحل قلاعها وترفع مراسيها وتسير راحلة إلى (قبرص) بمن كان عليها من (فلول الروم) الذين كان يقدر عددهم بنحو( 30 ألف) جندي انسحبوا أمام ( 20 آلف) جندي عربي مسلم  يحملون معهم متاعهم ويرفرف عليهم الأسى .

«29 سبتمبر 642 م - العرب يدخلون الإسكندرية لأول مرة »
بعد رحيل جنود الرومان ، وانتهاء مدة الهدنة 11 عشر شهراً ، آلتي حددتها معاهدة تسليم المدينة بين (المقوقس) و(عمرو) ، فتحت أبواب الإسكندرية ليدخلها العرب لأول مرة .

« شتاء 642 - 643 م - غزوة العرب الأولى إلى ليبيا (بنتابوليس) »
سار عمرو حتى بلغ برقة ، والظاهر أنها سلمت للعرب صلحاً ، على أن تدفع 13 ألف دينار جزية كل عام ، وجاء فى شروط الصلح شرطان عجيبان : -

1 - أبيح لأهالي برقة أن يبيعوا أبنائهم ليأتوا بالجزية المفروضة (أن يستبدلوا أولادهم بدل الجزية )
2 - كان عليهم أن يحملوا الجزية إلى مصر حتى لا يدخل جباة الجزية لأراضيهم ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 445 )

ثم سار (عمرو) إلى طرابلس وكانت أمنع حصوناً وأعز جيشاً وكانت بها قوة مسلحة كبيرة من الروم ، صبرت على الحصار (بضعة أسابيع) ، ولكن لما لم يأتها آي إمداد من البحر، وكاد جيشها أن يهلك من شدة الجوع ، وجهد القتال ، وقعت المدينة في أيدي العرب ، فأسرع الجنود الرومان إلى سفنهم ، وهربوا عن طريق البحر وسار (عمرو) بعد ذلك مسرعاً إلى (سبرة) وطلع على المدينة بغتة ، وهاجمها في أول الصباح ، واخذ الناس على غرة ، وأخذ المدينة عنوة ، واعمل فيها السلب والنهب ، ثم عاد بجيشه ومعه عدد عظيم من الأسرى ومقدار كبير من الغنائم إلى مصر ، وعاد عمرو إلى حصن بابليون ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 446 ) 

« خريف 644 م - عودة (ظهور) البابا بنيامين »
كتب (عمرو بن العاص) « وعد أو عهد أمان »  « للبابا بنيامين  » (بعد 3 - 4 سنين من الغزو العربي) وكان البابا مختفياً في مكان مجهول لا يعلم به أحداً ، وكانت صورة الوعد كما يلي :
« أينما كان بطريق القبط بنيامين ، نعده الحماية والأمان ، وعهد الله ، فليأت البطريرك إلى هنا في أمان واطمئنان ليلى أمر ديانته ويرعى أهل ملته »  ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 455 )
 
(عن المؤرخ عزت اندراوس):
وكانت مدة غياب البابا عن إدارة الكرسي المرقسى (13 سنة أو 14 سنة) منهم  10 سنوات في عهد الروم (البيزنطيين) وحكم (المقوقس) وثلاث أو أربع سنوات بعد الغزو العربي لمصر.

(ويذكر هنا بتلر ملاحظة هامة .. فيقول فى ص 457) :
وأنه لمن الجدير بالالتفات أن هذا البطريرك الطريد لم يحمله على الخروج من أختفائة  فتح (الكاتب: احتلال و نهب مصر) المسلمين لمصر واستقرار أمرهم في البلاد ، ولا خروج جيوش الروم عنها ، وليس أدل من هذا على افتراء التاريخ على القبط ، واتهامهم كذباً أنهم ساعدوا العرب ورحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص ، مع أنهم أعداء بلادهم ،  ولو صح أن القبط رحبوا بالعرب لكان ذلك عن أمر بطريقه أو رضائه  ، ولو رضى (بنيامين) (يقصد البطريرك)  بمثل هذه المساعدة وأقرها لما بقى فى منفاه ثلاث سنوات بعد تمام النصر للعرب ، ثم لا يعود بعد ذلك من مخبئة إلا بعهد وأمان لا شرط فيه .

ولو لم يكن فى الحوادث دليل على كذب هذه المقولة غير هذا الحادث ، لكان برهاناً قوياً ، إن لم يكن برهاناً قاطعاً فهو حلقة نضمه إلى سلسلة ما لدينا من الأدلة ، وقد أصبحت سلسلة لا يقضى على نقضها شئ .

« أكتوبر 644 م - عمر بن الخطاب يولى عبدالله بن أبى سرح جباية للخراج »
كانت العلاقة بين الخليفة عمر بن الخطاب وعمر بن العاص ، علاقة متوترة وغير طيبة ، وقد كرر أبن الخطاب إرسال خطابات شديدة اللهجة وغير ودية إلى )بن العاص) ، يؤنبه فيها بشدة ، على بأخيرة في إرسال الخراج ، من الأموال والخيرات إلى دار الخلافة بمكة ، ويقول أبن الخطاب فى أحد خطاباته : " أما بعد فآني عجبت من كثرة كتبي إليك فى إبطائك بالخراج .... ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعما ولا لقومك ، ولكنى وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج ومن حسن سياستك ، فإذا أتاك كتابي هذا فأحمل الخراج فإنما هو قوت المسلمين وعندي من قد تعلم قوم محصورين والسلام " ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 473 )
 
وكان الخليفة عمر بن الخطاب قد أرسل (محمد بن سلمة) إلى مصر وأمره أن يجبى ما أتستطاع من مال فوق الجزية آلتي أرسلها عمرو بن العاص من قبل ، ثم أرسل بعد ذلك (عبدالله بن سعد بن أبى سرح) وولاه حكم الصعيد والفيوم وجباية الخراج .

« قبل مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قد آمر عمرو بن العاص بحرق مكتبة الإسكندرية »
(عن الكاتب):
1- سوف يخصص الجزء (الرابع) لحديث عن هذا الحدث الأليم (حريق مكتبة الإسكندرية)
2- يتم الحديث عن العهدة العمرية ... في سلسلة مقالات أخرى .... من يحكم مصر...!

« 7 نوفمبر 644 م - مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ودفنه »
كان من آخر ما أتاه عمر بن الخطاب في حياته ، أن قلل من سلطان عمرو بن العاص ، وذلك بأن ولى عبدالله بن أبى سرح على الخراج وعمرو بن العاص على الجيش. حتى قال عمرو بن العاص قوله المشهور عن مصر : « أنا كماسك قرون البقرة وآخر يحلبها»

« 10 نوفمبر 644 م - عثمان بن عفان يتولى الخلافة فى مكة »
بويع عثمان بالخلافة فى مكة بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاث ليال ( كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 103 )

(يذكر بتلر ص 481 ):
أنه عندما تولى عثمان الخلافة ، عزل (عمرو بن العاص) عن ولاية مصر تماماً ، وجمع ولايتها جميعها لـ (عبدالله بن أبى سرح) ، وكان يقيم فى (مدينة شطنوة) فى إقليم الفيوم ، وقد أختلف الآراء فى هذا الوالي الجديد لمصر ...
فيصفه ( الطبري) بأنه لم يكن في وكلاء عثمان أسوأ من (عبد الله والى مصر) ، وقد ولاه الخليفة عثمان قصداً ، لكي يزيد فى جباية الجزية ، وقد جعل عبدالله بن أبى سرح ، أول همه زيادة الضرائب على أهل الإسكندرية ، وخرج عمرو بن العاص من مصر بعد عزله ، وسار إلى المدينة ناقماً على عثمان ( تاريخ الخلفاء للسيوطى )

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
وهذا ما يفسر انضمام أهل الإسكندرية إلى قوة الغزو البيزنطية القادمة لإرجاع مصر إلى الإمبراطورية البيزنطية.

«نهاية سنة 645 م - ثورة الإسكندرية و محاولة غزو مصر بقيادة مانويل »
بعث الإمبراطور (قسطنطين) فى القسطنطينية ، بأسطول كبير يتكون من حوالي 300 سفينة محملة بالجنود بقيادة )مانويل) للاستيلاء على الإسكندرية ، وكان بالمدينة حوالي (ألف جندي) من العرب للدفاع عنها ، فغلبهم الروم وقتلوهم جميعاً إلا نفراً قليلاً منهم استطاعوا النجاة ، وعادت الإسكندرية بذلك إلى ملك الروم ، وكان (عمرو) عند ذلك فى مكة معزولاً ، وقد أضاع الجنود الروم الوقت والفرص كعادتهم ، فساروا في بلاد مصر السفلي يغتصبون الأموال والأطعمة من الناس .

« أخر فصل الربيع 644 م - عودة عمرو بن العاص ، وموقعة (نقيوس) الثانية »
لما وصلت أنباء ثورة الإسكندرية ، إلى مكة ، أمر الخليفة عثمان بأن يعود عمرو بن العاص إلى قيادة جيش العرب فى مصر ، وكانت (نقيوس) و(حصن بابليون) وغيرها لا تزال باقية فى يد العرب .

ولم يكن من رأى عمرو أن يسرع فى أمره ، وهذا غير ما كان يراه (خارجه بن حذاقة) ، الذي كان عند ذلك قائد مسلحة (حامية / كتيبة ) حصن بابليون ، إذ كان يرى أن التأخير ضار بالمسلمين ، مصلح لأمر الروم  (في صالح الروم) ، وأشار على عمرو أن يبادر إلى العدو قبل يأتيه المدد ، والا أن يثب أهل مصر جميعاً وينقضوا على العرب ، ولكن (عمرو) كان يرى خلاف ذلك : فقال : لا .. ولكن أدعهم حتى يسيروا إلى ، فإنهم يصيبون من مرو به ( من يقابلهم) ، فيخزى الله بعضهم ببعض ، وإنه لمن الجدير بالذكر أن قواد العرب فى هذا القوت لم يميزوا بين القبطي والرومي ، بل ظنوا أن الفئتين معاً فعمل على قتالهم .

وهذا يدل على أنه (لم يكن ثمة ما يدعوهم إلى توقع محبة القبط لهم ) ، ولا حيادهم فى قتال الروم ، ولو صح القبط رحبوا بالعرب عند أول مجيئهم إلى مصر ورأوا فيهم الخلاص ، لركن قواد العرب فى هذا الوقت إلى ولاء الأقباط ومحبتهم ، ولتوقعوا منهم الود والمساعدة . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 486 ) 

وسار الروم على مهل حتى استدرجوا إلى (نقيوس) ، وهناك لقيهم طلائع العرب ، ولعل جيشهم كان إذ ذاك ( 15 ألفاً ) ، ودارت معركة حامية بين الطرفين ، انتهت بهزيمة جيش الروم ، الذي أنسحب إلى الإسكندرية ، وأقفل الروم أبواب المدينة استعدوا للحصار.

« صيف سنة 646 م - العرب يستولون على الإسكندرية للمرة الثانية »
(ويقول بتلر فى ص 357 : )
 إن لا نكاد نعرف فى تاريخ الإسكندرية ، أنها أخذت مرة (عنوة) ، بغير أن يكون أخذها (بخيانة) من داخلها ، فقد قيل إنه كان فى الإسكندرية بواب (حارس بوابة)  أسمه ( أبن بسامة ) سأل (عمرو)ً أن يؤمنة على نفسه وأهلة وأرضه وأن يفتح له الباب ، فأجابه (عمرو) إلى ذلك ، ومهما يكن من أمر ، فقد أخذ العرب المدينة عنوة ودخلوها يقتلون ، ويغنمون ، ويحرقون ، حتى ذهب فى الحريق كل ما كان باقياً على مقربة من الباب فى الحى الشرقي
ومن ذلك (كنيسة القديس مرقس) ، وأستمر القتل حتى بلغ وسط المدينة ، فأمرهم (عمرو) برفع أيديهم ، وبنى مسجداً فى الموضع الذى أمر فيه (برفع السيف) ، وهو (مسجد الرحمة) ، وقد لاذت طائفة من جند الروم بسفنهم ، فهربوا فى البحر ، ولكن كثير منهم قتل فى المدينة ، وكان (منويل) من بين من قتل ، وأخذ العرب النساء والذرارى (السبايا من النساء)  فجعلوهم فيئاً ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 488 ) 

وهدم (عمرو) الأسوار الشرقية حتى سواها بالأرض ، وأخذ أسرى من الإسكندرية ومن البلاد المجاورة مثل (بلهيب ، خيس ، سلطيس ، قرطسا وسخا) ، وبعث بهم إلى المدينة ولكن الخليفة عثمان أعادهم إلى ذمة المسلمين على شرط دفع الجزية .

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
 مات كثير منهم ( السبايا القبطيات ) فى الطريق

وكان (عمرو)  يريد أن يتخذ الإسكندرية مقراً له ، ولكن الخليفة عثمان لم يرض بذلك ، كما أباها عليه الخليفة الذي قبله (عمر بن الخطاب ) ولم يبق عمرو فى مصر بعد استقرار الأمر إلا (شهراً واحداً) ، ثم خرج عنها لـ عبد الله بن سعد . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 497 ) 

«خريف سنة 646 م - استدعاء عمرو بن العاص إلى مكة »
عرض الخليفة عثمان بن عفان على (عمرو بن العاص) أن يجعله قائد جند مصر ، على أن يكون (عبدالله بن سعد بن أبى سرح) ، حاكمها وعاملاً على ولاية خراجها ، ولكن عمرو بن العاص رفض ، ورد قائلاً : ( أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها ) ، ولكن الخليفة لم يبق عليه إذ فرغ من غرضه منه وقضى به على ثروة مصر ، وكان فى حاجة عند ذلك إلى من يستخرج له الأموال من أهلها ، فوجد طلبته فى عبدالله بن أبى سرح ، وخرج عمرو على ذلك من البلاد ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 500 ) 

« 3 يناير 662 م وفاة البابا بنيامين »

« 6 يناير 664 م »
موت عمرو بن العاص ودفنه فى سفح المقطم ، ولكن قبره نسى مكانه ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 505 )

(عن «الأستاذ صوت الحق» في الحلقة رقم 30):
كل إنسان كان دايما (دائما) يتساءل و يفكر في نفس السؤال ايضا و هو :
أولا: لماذا هذه الجحافل التي آتت من ارض الجزيرة العربية لتدمر كل حضارة موجودة و لتقتل أبنائنا و تنهب أموالنا 
ثانيا: إذا كان هناك ( دعوة للإسلام ) ، فلماذا لم يبعت (يرسل) عمر بن الخطاب بكتيبة من المبشرين بدين الله الحقيقي ، و لماذا تؤخذ الأموال ، ما يسمى الجزية ، هل كما قالوا لنا أن يدافعوا بها عن هذا البلد ، إذا كان هذا حقيقة ، فكان يجب أن توزع الجزية على الجنود الموجودين ، و لكن أن تؤخذ الجزية و النساء و الأطفال و النساء و تباع و يأكل منها آهل مكة و المدينة في جزيرة العرب ، فهذا إذا ليس إلا السطو المسلح على أموال الأمم من كتبة عربية من حفاة جوعاه.

(عن الكاتب):
سوف يخصص (الجزء الخامس) لحديث عن (عمرو بن العاص) و موته. 


اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم

موريس رمسيس

المراجع و شكر خاص إلى:
1- موسوعة تاريخ أقباط مصر بقلم (« عزت اندراوس ») [  http://www.coptichistory.org/]
2- محاضرات (« الأستاذ صوت الحق ») «المسموعة» والمسجلة لتاريخ مصر و أرقام الحلقات 30,29,28
[ http://www.jesus-all-things.com/sout-alhaqe.html ]
و يتم ذكر أثناء إلقاء المحاضرات المراجع و أرقام الصفحات والشواهد عربية أو أجنبية