(تاريخ: 01/11/2010 )
««(فضفضة مصرية)»»
آثار اهتمامي حديث دار بين شابين مصرين عندما كنت جالسا بجوارهم على إحدى المقاعد العامة المتواجدة في وسط القاهرة بجوار محلات الوجبات السريعة و منها بالطبع محلات الفول و لم اعرف بالظبط فحوى الحديث أو عما يتحدثون،
ولكنني تعمدت الإصغاء اكثر عندما ،
سأل أحدهم الأخر قائلا
هل أنت وطني؟
أجاب الثاني
طبع لا
يتداخل الأول بسرعة
لا اقصد الحزب الوطني طبعا ، فهو ابعد ما يكون عن الوطنية
أجاب الثاني
إذا ، فأنا طبعا وطني
يتساءل الثاني
و لكن ماذا تقصد بكلمة وطني؟
أجاب الأول
اقصد أن أدافع عن مصر ضد أي معتدى من اليهود و الكفرة و لا أتعامل معهم
يتساءل الثاني ... هل هذا معنى الوطنية ؟
يلتزم الاثنان الصمت!
و هنا وجدتني اطرح علي أحدهم هذا السؤال قائلا ،
لو كان عندك مشكلة كبيرة مع إحدى جيرانك أو مع أي مصري أخر و أردت أن تأخذ حقك المسلوب منك عن طريق القضاء و كان لك حرية الاختيار بين اثنين من القضاة أحدهم مصري و الأخر غربي و في محكمتين مختلفتين أحدهم مصرية و الأخرى غربية ( كل موظفيها من الغرب الكافر).
إلى إياهما محكمة سوف تفضل أن تذهب و تقاضى غريمك لتأخذ حقك ، الذي تعتقد انه حق مسلوب منك
أجاب الشابان معا و بلا تردد و بصوت واحد ..... إلى المحكمة الغربية طبعا!!!!
و نفس الإجابة حدثت أيضا عند التطرق إلى المحامين و أقسام الشرطة و رجال الشرطة .... و خلافة و كانت الأفضلية لمحامى الغربي و رجل الشرطة الغربي ...... و هكذا.
أردت أن اسرد هذه الواقعة حتى أوضح من خلالها مدى الانفصام الذي قد آلا إليه المواطن المصري تجاه الغرب عموما ، فهو يعاديه باسم الدين و يحتكم إلية و يحتمي فيه مستغلا إنسانيته و تسامحه و يحيا و يعيش على منتجاته الحضارية في نفس الوقت.
وجدتني اشرح لهما معنى الوطنية قائلا
الوطنية هي (حب بلا مقابل) الناتج عن الإحساس بالانتماء إلى الأرض و إلى الشعب صاحب هذه الأرض و هو ايضا الحب الناتج عن الشعور بالانتماء إلى ماضي و حاضر و مستقبل هذا الشعب والى تاريخه و الارض المقيم عليها ، هذا الحب يجعل الإنسان تلقائيا يفعل ما في وسعة لخير و لصالح هذا الشعب و هذه الارض و هو يستشهد فقط من اجل هذا الوطن (المصرى) و فداء له و ليس من اجل أى اله او رسول أو أى ديانة
وبالتالي الوطنية لا تحتاج إلى اله أو إلى رسول ما لكي يساعد الإنسان و يحفزه على إن يدافع عن وطنه ، و ليس بالضرورة وجود أعداء أو يهود أو كفرة حتى تكون هناك وطنية أو يكون عندك وطنية
لا يستطيع أي(قاضى بدوي) أو أي (مسئول بدوي) أن يعلم المصري و يعطيه دروس في معنى الوطنية أو الانتماء!!!!
ثم استرسلت في الحديث قائلا
هل كان المصرين اكثر وطنية قبل انقلاب العسكر و الإخوان في عام 52 ؟
هنا أجاوب و أقول بالتأكيد ... نعم!
و دليلي على ذلك ... بسيط جدا ... فبالرجوع إلى أدب نجيب محفوظ و بالأخص (الثلاثية المشهورة) ، سوف تجد اشتراك كل أفراد الشعب فى الوطنية ، غنى كان أو فقير مسلم كان أو مسيحي و من كبار القوم أو من صغارهم ، الكل كان وطني و (لا اقصد بالطبع الحزب الوطني).
نظر الشابان إلى بعضهما البعض ... نظرة فيها حسرة و استغراب .... ثم لاذا بالانصراف.
««(هل هو غباء سياسي آم عناد سياسي أم الأنثين معا؟)»»
كانت المدمرة الأميركية (إي سى كول) و التي تزن 8300 طن وقد كلف بناؤها البحرية الأميركية مليار دولار ، قد تعرضت لهجوم إرهابي بواسطة تنظيم القاعدة في ميناء عدن جنوب اليمن في 12 أكتوبر عام 2000 م و قد أسفر هذا العمل الإرهابي عن مقتل17 من بحارتها كما أصيب 39 آخرين بجروح.
و قد تعرض نظام (الرئيس عبد الله صالح) بعد هذا العمل مباشرة إلى ضغوط أمريكية و أوربية شديدة جدا و كان الغرض منها هو السماح بتواجد قوات أمريكية أو غربية عن طريق حلف الناتو على الأراضي اليمنية بصورة علنية لمحاربة الإرهابيين.
رفض الرئيس (عبد الله صالح) في هذا الوقت هذا الضغط أوهذا العرض ومتعللا برفض الشعب إلي وجود أي أجنبي على الأرض اليمنية.
معلوم ، امتلاك السلاح من قبل الشعب اليمنى وهو واضح للعيان و كانت الدولة تقوم (بتغميض العين) عند امتلاكه ، بعد هذا الحادث الإرهابي سمحت الدولة بحمل السلاح و التباهي به في المظاهرات الشعبية المؤيدة لـ (عبد الله صالح) و كان المقصود بها بعث رسالة إلى الغرب و أمريكا بأن الشعب مسلح و هو (إي الشعب) على أتم الاستعداد لمحاربة إي أجنبي يأتي إلى اليمن و تحت إي مبرر.
اصبح كل يمنى خلال هذا الوقت يستطيع شراء السلاح و تخزينه بسهولة (و بالتأكيد الأسلحة يتم تسريبها من مخازن الجيش) ، فقد أعطت الدولة الضوء الأخضر لذلك ، و هذا ساعد على تغذية و استمرارية الصراعات المسلحة المختلفة فى وقتنا الحالى بين الدولة و القاعدة و مع الجنوبيين و مع الحوثيين من (اتباع الطائفة اليذيدية الشيعية) و سوف تقود هذه الصراعات إلى تفتيت اليمن من داخله.
هذا العناد و الغباء السياسي قد فعله الرئيس المصري كذلك!
اخذ الرئيس جورج بوش الابن بعد حرب العراق و إسقاط نظام صدام في العراق و بعد توليه الفترة الثانية من حكمه (بعد 2004) يمارس الضغط على (الرئيس مبارك) و النظام المصري لحسه على عمل تغيرات كبيرة في الدولة تجاه (حقوق الإنسان) و (حرية العقيدة) والديموقراطية.و ضغط بالمثل على النظام السعودي و لكن بصورة اقل حدة و تزامن هذا الضغط مع ظهور (القنوات المسيحية التبشيرية) المتوجهة إلى المسلمين في العالم العربي و بالأخص مصر.
اعتبر النظام السعودي و النظام المصري و بكل غباء إن السماح بهذه القنوات التبشيرية و بتوجيه الدعوة إلى المسلمين لدخول المسيحية بمثابة (حرب صليبية جديدة) و يجب إعداد العدة لتصدى لها و قام النظام السعودي بكل خبث كعادته بجعل النظام المصري يتصدى لحديث عن هذه القنوات المسيحية و الشكوى المستمرة منها مع الغرب أثناء المحافل الدولية المختلفة.
قام (الرئيس مبارك) بعمل بعض التغيرات الشكلية في الدستور لجعل الانتخابات الرئاسية تعددية الشكل و المظهر أمام العالم و بالإضافة إلى (بند المواطنة) التي جعل من الموطن المصري اقل من أي مواطن أخر في بلده.
حاول مبارك و معه وزير الخارجية استصدار أي قرار من مجلس الأمن باعتبار هذه القنوات تسئ إلى الأديان و تزدريه و حيث انهما فشلا في هذا ، يحاولون المرة تلو الأخرى عن طريق الجمعية العمومية في الأمم المتحدة و المجالس الدولية الأخرى.
قام النظام السعودي بعمل مجلس الشورى المعين من الملك ، وقام الملك عبد الله (ملك السعودية) بعمل مؤتمر حوار الدينات في (إسبانيا) وكان الغرض منه بالطبع و الغير المعلن ، هو التصدي لهذه (القنوات المسيحية التبشيرية) و اتهامها بازدراء الأديان.
لا اعرف لماذا لا يكون المؤتمر في (الرياض) مثلا ......... حاجة حقيقى وقاحة و سخرة !!!
يقوم السعوديون و المصريون بأسلوب (تبادل الأدوار مع بعضهم البعض) لإيقاف أي عمل إيجابي قد يخدم (حقوق الإنسان) في أي منتدى أو مؤتمر على مستوى العالم.
لم يستطع (الرئيس مبارك و لا النظام المصري) بالذات إن يستوعبا مدى التقدم التكنولوجي الذي حدث في الغرب خلال العشرة سنوات الماضية فقط و بالأخص الثورة الإلكترونية و المعلوماتية آلتي نعيش فيها ألان و ما سوف يحدث من تقدم و امتداد لهذه الثورة العلمية في خلال العشر سنوات القادمة سوف يتخطى كل الخيال الفكري !
القنوات المسيحية التبشيرية هي نتاج هذه (الثورة الإلكترونية و المعلوماتية) و هي ليست نتاج أي تخطيط سياسي غربي أو خلافه و كانت ممكن الحدوث (إي هذه القنوات) منذ 500 (خمسمائة) عام على الأقل ، لو لم يتم حرق ذاكرة البشرية من 1400 عام بواسطة عمر بن العاص عندما حرق (مكتبة الإسكندرية) إثناء غزوته على مصر و الذي اصطحب معه حفاة البدو من العرب.
قام حسنى مبارك بعمل و بناء (خط الدفاع الأول لحماية الإسلام من التبشير المسيحي) ، عن طريق
- أسلمت مناهج التعليم و أسلمت أسماء المدن و القرى و الشوارع و أسلمت الآذاعة و التلفزيون،
- قام بإعطاء (الضوء الأخضر) لشيوخ الأخوان المسلمين و باقية التنظيمات الجهادية (الإرهابية) المفرج عنها عام 1997 و شيوخ الأزهر إلى الدعوة الجهادية في كل مكان ،
- سمح بمهاجمة المسيحين من المساجد ومن خلال مكبرات الصوت ،
- سمح مبارك بالدعوة إلى ارتداء الحجاب و النقاب من خلال الإذاعة و التلفزيون الحكومي أيضا ،
- سمح بالدروس الدينة عن الجهاد في المساجد و الجمعيات الشرعية التابعة لها و في المدارس والمعاهد الأزهرية و الجامعات
- قام مبارك بالتصريح بعشرات القنوات الإسلامية المقابلة لقنوات التبشير المسيحية (بحسب وجه نظره )
- سمح مبارك لشيوخ السعودية و أمراءها بالتمويل و العمل بنشاط و بحرية في الجمعيات الإسلامية الشرعية الملحقة بالمساجد وفى مصر عموما
قد اعتقد حسنى مبارك و (بذكائه العسكري) ، انه و بهذا الفعل يستطيع إن يبتز العالم الغربي و أمريكا لأجباره على تنفيذ طلباته هو ذاته و ليس العكس .... و في مقابل هذا سوف يدمر البلد قبل موته
أراد مبارك و (بذكائه العسكرى) عن طريق إرهاب مسيحي الداخل و التضيق عليهم و التحرش بالكنيسة ، ارتداع مسيحي الخارج!
استطاع حسنى مبارك (بعناده و غبائه السياسي) تدمير المجتمع المصري في خلال الخمسة سنوات السابقة وتم وضع المجتمع على حافة الهاوية مع مصيره المجهول و كان لا يحلم ألد أعداء مصر (السعودية و الخليج) بما فعله خلال السنوات السابقة في مصر.
الرؤساء (بوتفليقة و زين العابدين و حتى القذافى) واجهوا و (مازالوا ) هذه الهجمة الشرسة من الوهابية السعودية بكل قوة و لم يستسلموا ولم يفرطوا و لم يبيعوا أوطانهم لشوية بدو حفاة.
««( الحزب الوطني و تواطئي صفوت الشريف)»»
60 عام تقريبا من (التعتيم و التجهيل الإعلامي) و(التخريب الثقافي) لأبناء هذا الشعب الطيب و بأسلوب ممنهج بواسطة فئة لا تشعر بآي وطنية تجاه مصر و هم من (الأصول الغير مصرية) من العاملين في الأزهر و الإذاعة و التلفزيون و الصحافة و المراكز الثقافية و غيرها.
نتج عن هذا (التخريب الثقافي) ، هذه القيم الجديدة المنتشرة في وسط الشعب من ( حقد و كراهية و تناحر و تعالى و فقدان الهوية ) و انعدام كل القيم التي كانت سائدة من قبل (انقلاب يوليو 52) أيام الملكية من ( صدق و أمانة و شهامة و إباء و عزة نفس ) و اصبح الغش و الخداع و الكذب وعدم الأمان هو السائد ألان و الكذب و النفاق هو اللغة الوحيدة السائدة في الصحافة و الإعلام في مصر.
الحزب الوطني هو (حزب من لا حزب له) ، الحزب الوطني ليس له أي رؤية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية و يضم الكثير من رؤساء و وجهاء القبائل و العشائر العربية بالإضافة إلى بعض الأسماء المشهورة من المنتفعين على مستوى المحافظات.
لا يخرج الأمين العام لحزب الوطني الأستاذ صفوت الشريف (البدوي الأصيل) إلى الشعب المصري و يفتخر بأنه مصري و بأنه ينتمي إلى تراب الأرض المصرية و ليس إلى السعودية العربية و إن كل ما فعله (خلال الثلاثون عام الماضية) كان فقط لخير مصر والمصرين و لا يتواطأ مع السعوديين على خراب مصر.
(صفوت الشريف) و معه شلته الخاصة بالحزب من العرب أمثال (عمر هاشم و هلال الدين و شهاب الدين و سرور و غيرهم من بتوع الدين) ، وهم في حدود الثلاثين فرد ، و هؤلاء هم المسيطرين الحقيقيين على حكم مصر أو على تخريب مصر.
(صفوت الشريف) هو صاحب فكرة إنشاء لجنة السياسات في الحزب الوطني ، و قد استطاع من خلالها إدخال (السيد جمال مبارك) إلى الحزب و إلى الحياة السياسة لإعداده تجهيزه و تلميعه لتولى رئاسة مصر بعد موت والده.
اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم