دراسة تشابه شخصية القذافى مع شخصية الرسول

 
 
 

 
شخصية القذافى حيرت العالم على مدى 42 عام  فهي مزيج من التعقل و الجنان و مزيح بين الخير و الشر و بين البداوة و التحضر و قد جمع في شخصيته الكثير من المتناقضات و هو كما يقال كان هوائي المزاج و منفصم الشخصية (بارانويا) نفسيا و مشوه العقلية ... كان يرى ما يفعله من تصرفات حمقاء بلهاء عكس ما يراه الآخرين وكان يرى في ذلك إرضاء لغروره و عظمته الشخصية

على الرغم من هذا التخبط ....فقد كان القذافى لماح و ذكى فقد أخذ الكثير من أدوات (الرسول محمد) في التحكم و السيطرة على اتباعه و بتمويل مباشر منه قامت الكثير من الصحف و الجرائد في سبعينات القرن الماضي بإطلاق الألقاب عليه ... رسول الصحراء ...  نبي الصحراء .... و كانت تلك الصحف العربية و التي مازال البعض منها يصدر حتى الآن في بيروت و لندن ... كانت تروج بالصور و الأحاديث و المقالات المؤيدة على انه رسول الصحراء و القومية العربية و نبيها الجديد و منقذ الأمة العربية و العقيد الملهم ... كانت الملايين خارج و داخل ليبيا تصفق له وتؤيده و تمشى على دربه .... استفاد آلاف النشطاء من القوميين العرب و صحفيها من دولاراته و حتى الأخوان المسلمين و السلفيين المصرين على مدار تلك السنوات

كان (الكتاب الأخضر) بمثابة قران كريم ... كان يدرس بالمدارس و يحفظه التلاميذ ... كان يستلهم الخطباء فى المساجد مقاطع منه أثناء إلقاء خط الجمع ... كان القذافى يقوم بنفسه بشرح و تفسير مقولاته على الشعب في مؤتمراته الشعبية .... كانت مقولاته بمثابة (الأحاديث) التي يسترجعها البعض لفهم ما قد كتبه فيه أو كما يقال كتبه أحدهم من الكتاب المؤجرين لكتابة (كتابه الأخضر) و هو عبارة عدة نصوص مأخوذة من كتب مختلفة و هو نفس الشيء الذي فعله محمد الرسول في القران

كان الرسول محمد يستخدم صلاة الجماعة و صلوات الجمع بغرض تجميع (اتباعه لتسبيحه و تبجيله) طوال اليوم على خمس مرات .... حتى يضمن ولاءهم و السيطرة عليهم نفسيا و أشغالهم لكي لا ينصرفوا عنه إلى أمور حياتية أخرى أو إلى أمور قد تحاك ضده و تعاديه .... نفس الشيء قد فعله القذافى في اختراعه لفكرة (المؤتمرات الشعبية) و التي كان الغرض منها (تسبيحه و تبجيله) على مدار اليوم في مختلف أنحاء ليبيا

كما كان محمد رسول الإسلام يعادى (اليهود و النصارى) و يضطهدهم و يقتل البعض منهم و يسبى و يهجر (بضم الياء) البعض الأخر من جزيرة العرب .... فعل القذافى نفس الشيء مع (الأمازيغ و الطوارق) فهاجر البعض منهم إلي الدول المحيطة بليبيا أو إلى أوربا و أندمج الأخريين قهرا مع القبائل العربية و الثقافة العربية ... وصل التبجح بي القذافى أنه ألغى تواجدهم العرقي تاريخيا قبل (غزو العرب لليبيا) و هم أصحاب البلد الحقيقيين و إدخال ليبيا في الإسلام عنوة مثل باقية دول شمال أفريقيا ... لن يمضى وقت طويل حتى يتضح لنا النسب العددية الحقيقية للأعراق المختلفة في ليبيا

كما كان محمد الرسول يريد نشر (فلسفته) و فرضها على باقية الشعوب عندما بعث برسائله إلى مللك الفرس و هرقل ملك الروم و المقوقس حاكم مصر ... لم يختلف القذافى كثير عنه فخلال السبعينات من القرن الماضي بذل محاولات كثيرة وما كان يشوبها من المؤامرات لفرض الوحدة على مصر و السودان و عرض الوحدة على جميع الدول العربية منفردة ... كان الغرض من وحدته هذه بالطبع هو تطبيق ما جاء في (الكتاب الأخضر) و نشر ثقافة (المؤتمرات الشعبية) و الغوغائية المصاحبة لها حتى (يسبحه و يبجله) الجميع خارج و داخل ليبيا .... و لم يكتفي القذافى بعرض وحدته المزعومة على الدول المسماة عربية فقط بل ذهب إلى الدول الأفريقية و اللاتينية حتى وصل إلي الصين عارضا وحدته و مبادئ ديانته الجديدة عليها

كما كان محمد الرسول يسطوا على القوافل المحملة بالبضائع العائدة من الشام وينهب ما بها من خيرات لتقوية نفسه و عصابته الأولية و لأضعاف قبائل قريش (مكة) و ابتزازهم لإخضاعهم تحت سيطرته ... فعل نفس الشيء القذافى و لكن بصورة عكسية عندما قام بتمويل و تأجيج النازعات العرقية و الدينية بين القبائل في دول أفريقيا و غيرها لضمان ولاء الأنظمة المنتصرة له على حساب حقوق الإنسان و حقوق البشر

لا يختلف كثيرا القذافى عن (الرسول محمد) في مواقفه الغريبة الغير متوقعة و التعاليم الإسلامية الشاذة .... فقد جعل الرسول أم (سهلة بنت سهيل) ترضع ابنها المتبنى حتى يحل لها .. لإرضاء زوجها (أبي حذيفة) ... و (سالم) أبنهما هذا هو الرجل الكبير المتزوج ... قد أخذ الرسول في التبسم حتى ظهرت نواجذه عندما استغربت ام سهيل من هذا طلب الرسول ... نفس الأفعال الغربية و الشاذة و غيرها قد تعودنا عليها مع القذافى على مدار الـ 42 عام

الشيء الذي لم يتشارك فيه القذافى مع الرسول محمد هو (النسوان الجواري و السبايا) .... ننتظر الأيام القادمة تخبرنا عن الأسرار المخفية ..... و نهاية القذافى تختلف بعض الشيء عن موت الرسول بالرغم كونه مات و مقتول (مسموم) بواسطة المرآة اليهودية .... لكن التشابه في حاله الاختلاف على مكان الدفن و حالة عرض الجثة على الشعب ليصدق الجميع و يتأكد أن الطاغية قد مات

لم يكن محمد الرسول يرحم أعداءه بل كان يقتلهم شر قتلا أمثال ... أم قرفة و سلام بن أبى الحقيق ... و غيرهم و عندما دخل قريش (مكة) مرة ثانية لم يرحم إلا أقاربه و ليس كما يشاع عكس ذلك .... فعل نفس الشيء القذافى مع أعداءه داخل و خارج ليبيا فقد كان (دمويا) مثل محمد الرسول

أنا أتساءل ولك أن تتخيل معي! .... لو كان في وقت ( رسول الإسلام) قوات حلف الناتو وفضائيات و انترنيت و فيسبوك و كل ما هو موجود على المديا الآن ... هل كنا حـ نشاهد (محمد الرسول) خارج من ماسورة مجارى و ملطخ بالدماء كما ظهر لنا في شريط الفيديو الخاص بنهاية القذافى و أثناء القبض عليه!

لولا فارق الزمن و التكنولوجيا و كل أدوات العصر .... لقام اتباع القذافى مستخدمين حد السيف بفرض الكتاب الخضر و المؤتمرات الشعبية على الشعب و أقاموا تعاليم القذافى بالقوة .... و لقاموا بوأد ثورة الشعب على (أعمال و فكر و ظلم)  القذافى بقوة السلاح ... كما فعل نفس الشيء صحابة محمد بعد موته في عهد (أبو بكر و عمر بن الخطاب) و قضاءهم على (ثورة المرتدين) على محمد الرسول