هل فهم الجيش المصرى الإسلامين متأخرا

«« أنت مصري ... إذا أنت إرهابي
لن تمر فترة طويلة و سوف يتحقق ... عندما ينظر إلي المصري و المصرية في الغرب على كونهم إرهابيين أو مشروع إرهابي و بذلك يكون قد تحقق ما أرادته السعودية كبديل عنها أمام الغرب أو على الأقل يشاركونها في هذا (القبح) الذي تتسم به الآن أمام العالم .... نفس الشيء ينطبق على حجاب المرأة و نقابها و نقل الحياة البدوية إلى مصر أرض الفراعنة

بعد العملية الإرهابية في مركز التجارة العالمي في (11 سبتمبر 2001) و التي شارك فيها اكثر من (90%) من السعوديين ، وجدت الأسرة السعودية المالكة نفسها متهمة دوليا برعايتها لإرهاب و القيام بتمويله و التسويق لمذهبها الوهابي المتشدد مستغلة في ذلك مناخ الحريات الدينية الذي تتسم به تلك المجتمعات بإنشاء البؤر الوهابية من مدارس و مراكز دينية في المدن الغربية و التي يتم تمويلها من قبل تلك الأسر المالكة و غيرهم في الخليج

لم تستطع حتى الآن السعودية و معها الدول الخليج من تغير نظرة المواطن الغربي العادي و رجل الشارع تجاههم بكونهم المتصدرين و المتزعمين لإرهاب الدولي و الراعين له فكريا و عقائديا و بمن خلال التمويل المادي

يتم صرف المليارات من الدولارات من قبل السعودية في الغرب عموما لتغير تلك الصورة القبيحة عن العرب و الخليجيين في الأعلام و الصحافة الغربية و في أمريكا خصوصا و استطاعت خلال تلك الفترة على الأقل من تغير اللهجة المستخدمة في الأعلام المسموع و المقروء تجاه الإسلاميين و الوهابيين باستعمال مصطلحي ( متطرف أو متشدد) كبديل عن مصطلحي إرهابي أو وهابي

حتى تستطيع السعودية و أخواتها (باقية دول الخليج) تجميل وجوههم أمام العالم من هذا (القبح) الذي لحق بهم بعد عملية نيويورك الإرهابية ، فقد قامت باستعمال مخططها الثاني لتحقيق ذلك و هو يؤدى باختصار إلى تغير نظرة الغرب لهم و لمواطنيهم على كونهم شعوب بدوية متخلفة حاضنة لإرهاب و توجيه هذه النظرة إلي شعوب أخرى في المنطقة

يتم الآن نقل مركز ثقل قوى الإرهاب و الوهابية من داخل دول الخليج إلي خارجه إلي الدول المحيطة و بالتالي سوف يخف الضغط الغربي عليهم و الذي يطالبهم بتغيرات جوهرية على المستوى الاجتماعي و التعليمي في الخليج

عندما تتبنى مصر أرض الحضارة هذا الفكر الوهابي الإجرامي تصبح السعودية و أخواتها في مأمن من الاتهام المباشرة من قبل الغرب كمسوقين و داعين لهذا الفكر الإجرامي الوهابي وحدهم

قامت السعودية و معها أخواتها خلال العشرة سنوات الماضية بصرف المليارات من الدولارات في (مصر و باكستان) لنشر مذهبها الوهابي و قامت بالتوسع في استحضار العمالة المصرية إليها لسرعة تنفيذ مخططها و استخدمت الرشوة و مازالت لشراء الكثيرين في جميع في مؤسسات الدولة و على كل المستويات و استطاعت خلال تلك الفترة الوجيزة أن تجد لها قاعدة وهابية و موضع قدم في مصر.

قامت السعودية بواسطة التحكم المالي و الرشوة لإعلام الدولة و الأعلام المستقل و الخاص و بكل أنواعه بمنع كل نقد مباشر موجه لها أو لدول الخليجية لتدخلهم الفج في مصر ثقافيا و اجتماعيا و سياسيا ... على سبيل المثال قامت بتغير استعمال مصطلحي (الوهابية و الوهابي) في الأعلام المصري إلى مصطلحي (السلفي و السلفية) حتى يتم تقبل المصريين لهذا الفكر الوهابي البدوي و حتى يزداد هؤلاء (السفليين) و يكونون المتحكمين في الدولة مستقبلا

نجحت السعودية بعد تلك السنوات العشر أن تقوم بتوجيه أنظار الغرب إلى (مصر و باكستان) كمصادر بديله عنها لذا الفكر الإسلامي المتشدد و المفرغ لإرهاب الدولي و حتى أصبح الأزهر و بشكل غير رسمي يتبنى هذا التغير الفكري على كل مستوياته و أصبحت تلك المؤسسة المسئولة الأولى أمام العالم عن تخريج الآلاف سنويا الحاملين لهذا الفكر الوهابي القميء و المهدد لسلام الدولي و السلم الاجتماعي

نجحت تلك الأنظمة البدوية الحاكمة في السعودية وأخواتها من الإفلات مؤقتا في هذه الأيام من النظام الدولي المراقب لأعمالهم  ... بالرغم من كون الحريات و حقوق الإنسان في كلا من السعودية و قطر اقل بكثير من (حقوق الحيوان في الغرب) إلي أنه قد سمح لهم بلعب دور مؤقت بخصوص حقوق الإنسان و معاناة الشعوب في ليبيا و سوريا و اليمن و من المستفز أن يصبح هؤلاء البدو هم المدافعين عن الحقوق الإنسانية لشعوب المحيطة بها

جميع القنابل الذرية و الأسلحة النووية المتواجدة في مخازن الدول الكبرى لا تكفى لعقاب السعودية كأرض و شعب و معها أخواتها الصغار المحيطين بها عما تفعله منذ 1400 عام و حتى الآن من تدمير لحضارات و تدمير لإنسان ذاته و بتحويله من إنسان مسلم بسيط إلي (إنسان مسخ إرهابي وهابي سالفي) كاره لنفسه و لبشرية جمعاء ... هذا بالطبع لو طبقنا مبدأ العقاب المساوي لحجم الجرم

«« هل فهم الجيش المصري الإسلاميين متأخرا؟
بالرغم من اختراق الإخوان و السلفيين لجيش المصري منذ فترة طويلة و تعاطف غالبية قادته مع توجهاتهم على الأقل إلا انهم مازالوا يحملون ثقافة الضبط الربط (أي الجيش) و هم لا يتقنون أسلوب التقية و المراوغة السياسية و البعد الإستراتيجي .... لن يلوم العالم الجيش مهما فعل إذا تحجج بالقيام بالدفاع عن الأقليات أمثال الأقباط و اللبراليين و الصوفيين و النوبيين و غيرهم!

الهدف الأول لسلفيين و الأخوان قبل الوصول إلي الحكم هو التحكم الكامل في جهازي الشرطة و الجيش و وضع الاثنين معا تحت السيطرة الإدارية و المالية لهم ، أو كما يقال القطة في القفص ، و بعد ذلك يستطيعون حكم مصر و تنفيذ مخططهم بالكامل

عمليات أضعاف الجيش و الشرطة من الداخل لسيطرة عليهما من قبل هؤلاء ليس لقوى الغربية أو لإسرائيل أي مصلحة مباشرة فيه و لكن السعودية هي المستفيد الأول من ذلك حتى يتسنى لها تزعم المنطقة سياسيا و دينيا (كخلافة غير رسمية) و بمرور الوقت سوف يتم دعوة مصر و باقية الدول لدخول في اتحاد الدول الخليجية و سوف يتم الاستغناء عن الجامعة العربية مستقبلا ... حتى يكون الكل تحت المظلة البدوية أو العربية الحقيقة!

هل يستطيع الجيش المصري الحصول على استقلاليته مثل الجيش الجزائري؟ ... أم سوف يصبح مثل الجيش الباكستاني ضعيف و مخترق من داخله و بالتالي يتضاءل دوره و مشاركته في الحكم يوما بعد يوما ... لقد قام الجيش بخلع ملابسة بالكامل لقوى الوهابية و الأخوان و ترك لهم المادة الثانية التي تخصص الشريعة الإسلامية في الإعلان الدستوري و في نفس الوقت يريد وضع بعض المواد في الدستور الجديد لكي تحميه منهم (الإسلاميين) و بعض المواد الأخرى التي تخول له حماية باقية الشعب و الأقباط من الإسلاميين! .... (الحكم الذاتي القائم على دولة واحدة و نظامين إداريين مختلفين) قادم بلا محالة و سوف يطالب به هذه المرة اللبراليين قبل الأقباط ... بداية الصراع قد حانت ونحن في أول الطريق لقضاء على هذه القوى الوهابية الإخوانية و الإسلام السياسي!